زيارة مهمة أجراها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية، في توقيت تحاول فيه اسطنبول العودة بعلاقتها إلى دول المنطقة بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين الدول الخليجية والعربية وعلى رأسها مصر والسعودية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الزيارة تفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد أيام قليلة من زيارة مماثلة أجراها أردوغان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والتقى خلالها ولى عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وشهدت توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين بما يصل إلى 9 مليارات دولار.
نتائج إيجابية تنتظرها تركيا جراء الزيارة والتي أتت في توقيت هام لتركيا في محاولات منها لتعديل أزمتها الاقتصادية والتي تسببت في ارتفاع التضخم بشكل كبير، وحرص العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على استقبال أردوغان في قصر السلام بجدة مساء الخميس الماضي، ودار لقاء بين الجانبين خلال تلك الزيارة.
كما كان في استقبال الرئيس أردوغان، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وتأتي الزيارة بعد عدد من المحاولات التي قامت بها تركيا لإعادة علاقتها مرة أخرى مع الدول العربية بعد سنوات من استخدام تركيا سياسة معادية للدول العربية وتعمل على تصعيد الجماعات الإرهابية في تلك الدول ودعمها ضد الأنظمة الحاكمة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والتي صنفتها مصر كجماعة إرهابية وطاردت أعضائها والتي استقبلتهم تركيا بترحاب ووفرت لهم منافذ إعلامية لمهاجمة مصر.
ولم تكن قضية خاشقجي بعيدة عن أعين المتابعين فقد عملت تركيا على توجيه الاتهامات للقيادة السعودية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، رغم إعلان السعودية فتح تحقيق في الأمر ومحاسبة المتورطين ومنهم قيادات كبيرة .
ولكن عادت تركيا تتخلى عن حلمها في عودة الإمبراطورية العثمانية من خلال دعم جماعات متطرفة في الدول العربية، تعترف بخطأها وتستجيب لمطالب الدول العربية والتي تمثلت في غلق كافة القنوات المعادية لمصر والدول العربية في تركيا ومنع قيادات الجماعة من التواجد في تركيا بعدم السماح بتجديد إقامة هؤلاء مجددا.
محاولات من أردوغان لكسب ثقة قادة الدول العربية مرة أخرى بعد سنوات من التكبر والتعالي لم تثمر إلا الخراب على تركيا
